الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا نخشى أن تكوني مصابة بشيء من الوسوسة، وإن كان الأمر كذلك فأعرضي عن الوساوس ولا تعيريها اهتماما، وانظري الفتوى رقم: 51601.
وإن كان ما ذكرته حقيقة وليس وسوسة فاعلمي أن الأصل أن تكون سنة الفجر قبل صلاة الفريضة ـ كما هو معلوم ـ ولا ينبغي للمسلم أن يتهاون بها حتى يفوت وقتها المقرر لها شرعاً من غير عذر، إذ ليس فعل العبادة في وقتها ـ ولو لم تكن فرضا ـ مثل الإتيان بها قضاء.
ولكن الشخص إذا علم أن الوقت لا يتسع لفعل النافلة والفريضة معا فالواجب تقديم الفريضة؛ لقول الله تعالى: إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا {النساء:103}، وقوله تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم:59}، قال ابن مسعود وإبراهيم: أضاعوا الصلاة ـ أخروها عن وقتها، وقال سعيد بن المسيب: هو أن لا يصلي الظهر حتى يأتي العصر، ولا العصر حتى تغرب الشمس.
فبان من هذا أن من أخر سنة الفجر ـ ولو تكرر ذلك منه ـ من غير قصد تأخيرها أصلا لا يعتبر مبتدعا في الدين.
والله أعلم.