الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليعلم هذا الشخص التائب أنه متى تاب من ذنبه توبة صادقة، فإنه لا يتحمل شيئا من أوزار غيره، وإن بقي أثر ذنبه ما دام قد صدق في التوبة؛ لأنه فعل ما يقدر عليه، فينصح ما أمكنه نصحه ممن لا يزال مصرا على سماع الأغاني، ويبين حرمتها لمن يمكن أن يقنعه بها، ثم لا يضره إن لم يستجيبوا، فإن الهدى هدى الله، وليجتهد في الدعوة إلى الله ونصيحة الناس، عالما أنه ليس عليه هدى الناس، ولكن عليه أن يبلغ ما يستطيع ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، كما قال تعالى: فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ {الغاشية:21/22}، وليدع هذا الشخص عنه الوساوس، وليعلم أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وأن الله تعالى رحيم بعباده قد وسعت رحمته كل شيء، فيكفيه أن يناصح هؤلاء الناس ويبين لهم حرمة ما دعاهم إليه، ومن عجز عن مناصحته فلا تبعة عليه في ذلك، فالتوبة تجب ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
والله أعلم.