الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالرحم أمرها عظيم، فقد أمر الله بصلتها، ونهى عن قطيعتها، ففي صلتها الأجر العظيم، وفي قطيعتها الوعيد الشديد، ويمكن الاطلاع على النصوص الواردة في ذلك بالفتوى رقم: 31617، والفتوى رقم: 66800.
فالواجب بذل الجهد في تحقيق ذلك، وأن يذكّر الجميع بعظم هذا الأمر، وعدم جواز التساهل فيه.
والشيطان عدو الإنسان، وهو يسعى ليل نهار للتفريق بين الأحبة والتحريش بينهم، ثبت في صحيح مسلم عن جابر -رضي الله عنه- قال سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم». فينبغي تفويت الفرصة عليه، والسعي في الإصلاح، ورأب الصدع في الأسرة؛ فذلك من أعظم القربات، وانظر فيه الفتوى رقم: 2544608، فاستعينوا بالله تعالى أولًا، ثم بكل من يرجى أن يكون له تأثير من الأهل والأصدقاء.
ومن أعظم المنكرات: ما قامت به زوجة أخيكم -إن صح ذلك عنها- من نقل أخباركم إلى الوالدين على وجه يترتب عليه ضرر، وإفشائها لأسراركم، ومن المنكر -أيضًا- إقرار زوجها لها على ذلك، وأمر أمكم لها بالقيام بذلك، فإن ما قامت به يشبه فعل السحرة والشياطين بزرع الفتنة في القلوب وإثارة الأحقاد والضغائن، فيجب نصحهم جميعًا بالتوبة إلى الله.
وننبه إلى الحرص على بر الوالدين على كل حال، فلا يحملنكم إساءة أي منهما على عدم البر به، فبر الوالد واجب ولو كان كافرًا، فإساءته لا تسقط عن الولد بره، وراجع الفتوى رقم: 3459.
والله أعلم.