الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالدال من حروف القلقة، كما بينا في الفتوى رقم: 48757، بعنوان: حروف القلقلة يجمعها "قد طبج".
ويشترط لقلقلة أي حرف من حروف القلقلة أن تسكن، ولا فرق في سكونها بين أن تكون في وسط الكلمة، وبين أن تكون في آخرها، غيرَ أنها إذا وقف عليها في آخر الكلمة كانت قلقلتها أشد مما إذا لم يوقف عليها.
والدال في كلمة "العدل" ساكنة ومقلقلة على كل حال ـ في الوصل، والوقف ـ، ولا تأثير لسكون اللام للوقف على قلقلتها.
ولعل محل الإشكال عند السائل أن الدال في الوقف على اللام هنا يكون قد وليها ساكن، وأنه لا يصح توالي سكونين في كلمة واحدة، والجواب عن ذلك أن هذا ليس من توالي الساكنين في كلمة واحدة؛ لأن سكون اللام هنا عارض للوقف، جاء في غاية المريد في علم التجويد لعطية نصر: فإذا التقيا في كلمة واحدة، فإما أن يكون ذلك في حالة الوقف فقط، أو في حالتي الوصل والوقف:
فالتقاؤهما في حالة الوقف يكون على [أحدهما]، وهذا جائز، سواء كان الساكن الأول منهما حرف مد، أو حرف لين، أو ساكنًا صحيحًا.
فمثال حرف المد قوله تعالى: {إِنَّ الأَبْرَارَ}، وقوله: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، وقوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
ومثال حرف اللين قوله تعالى: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ}، وقوله: {وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}
ومثال الساكن الصحيح قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ}، وقوله: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا}، وقوله: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ}.
فيجوز الوقف على أي كلمة من الكلمات السابقة التي اجتمع فيها الساكنان على حدهما، أما إذا وُصلت الكلمة الموقوف عليها بما بعدها فيحرَّك الساكن الثاني بحركته الأصلية؛ لأنه ساكن عارض جاء لأجل الوقف.
والحاصل أن الوقف على كلمة "العدْل" لا تذهب به قلقلة الدال فيها.
والله أعلم.