الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالكلام المذكور في السؤال ليس إقراراً بالطلاق، وإنما هو مجاراة لوساوس، وتجاوب معها، وبناء على احتمالات، وأوهام لا وجود لها؛ حيث قال السائل في أول سؤاله: "مع العلم أنه لم يحلف، وإنما بدر منه تعليقات بألفاظ الكناية"
والمقصود أنّ الطلاق لم يقع بما ذكر في السؤال، وينبغي على السائل ترك التعمق في المسائل حتى لا تؤدي به إلى الوسوسة، فالتكلّف في السؤال مذموم شرعاً، وفيه إضاعة لوقت السائل والمسؤول.
قال ابن القيم -رحمه الله- واصفا حال الصحابة -رضي الله عنهم- مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولكن إنما كانوا يسألونه عما ينفعهم من الواقعات، ولم يكونوا يسألونه عن المقدرات، والأغلوطات، وعضل المسائل، ولم يكونوا يشتغلون بتفريع المسائل وتوليدها، بل كانت هممهم مقصورة على تنفيذ ما أمرهم به، فإذا وقع بهم أمر سألوا عنه، فأجابهم. إعلام الموقعين.
والله أعلم.