الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك الشفاء والعافية، ثم إن الذي يظهر لنا أن ما يقع منك هو من الوساوس، التي يجب دفعها، والإعراض عنها، فما صدر منك في الصبا لا مؤاخذة فيه، ولا تحصل الردة بما يخطر على بالك مما لم تتكلم به.
وعليك بالتعوذ من الشيطان ووسوسته، وشركه، والمواظبة على الاشتغال بذكر الله تعالى، وتلاوة القرآن، والحفاظ على صلاة الجماعة، وكثرة الاستغفار، والدعاء بما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إليه أبا بكر ـرضي الله عنه- حيث قال له: والذي نفسي بيده، للشرك أخفى من دبيب النمل، ألا أدلك على شيء إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره؟ قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم. رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني.
وقد روى البخاري ومسلم عن أبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قال: جاء نَاسٌ من أَصْحَابِ النبي صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلُوهُ: إِنَّا نَجِدُ في أَنْفُسِنَا ما يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ. قال: وقد وَجَدْتُمُوهُ؟ قالوا: نعم. قال: ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ.
وروى أيضاً عن أبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قال: قال: رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَا يَزَالُ الناس يَتَسَاءَلُونَ، حتى يُقَالَ: هذا خَلَقَ الله الْخَلْقَ، فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ؟ فَمَنْ وَجَدَ من ذلك شيئا فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ. وفي رواية: فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ، وَلْيَنْتَهِ.
قال النووي في شرح صحيح مسلم: وأما قوله: فمن وجد ذلك فليقل آمنت بالله. وفي الرواية الأخرى: فليستعذ بالله، ولينته. فمعناه الإعراض عن هذا الخاطر الباطل، والالتجاء إلى الله تعالى في إذهابه. اهـ.
وأما ترك الصلاة في بعض أحيانك، فعالجه بكثرة النظر في الترغيب في الصلاة، والطاعات، مع النظر في الترهيب من تركها، وواظب على فعلها في الجماعة؛ فإن المصلي مع الجماعة سيقوم بها على الوجه المطلوب إن شاء الله.
وأما الشكوك، والوساوس في الطهارة، والصلاة فلا علاج له سوى الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، فكلما عرضت لك هذه الوساوس، وأوهمك الشيطان تركا لبعض الأفعال، فجاهد نفسك على تجاهلها، وألا تعيرها اهتماما، وإذا وسوس لك الشيطان بإعادة عمل ما من أعمال الوضوء، أو الصلاة فلا تسترسل مع هذا الوسواس، ولا تستجب لما يلقيه الشيطان في قلبك من هذه الشكوك، فإذا فعلت هذا مستعينا بالله تعالى، أذهب الله عنك ما تجد من الوساوس، ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا، كما ننصحك بمراجعة الأطباء الثقات.
ولمزيد الفائدة حول كيفية علاج الوسوسة انظر الفتوى رقم: 51601، والفتوى رقم: 134196
والله أعلم.