الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا كله من آثار الوسوسة، وقد نصحناك من قبل بضرورة تجاهلها والإعراض عنها، ونعيد لك ذلك مجددا.
مع التنبيه على أنك لو استمررت على هذا الحال فستوقع نفسك فيما لا قبل لك به من العنت والمشقة، ولن تنفعك الفتاوى مهما قيل لك فيها من كلام واضح لا لبس فيه.
ثم اعلم أن مسألتك أبسط مما تتصور، ولو سلمتَ من الوسواس لما شغلت بها نفسك لحظة، ولما احتجت للبحث عن دخولها تحت هذه القاعدة أو تلك، لكن ما دمت مصرا على البحث لها عن قاعدة تدخلها تحتها فنعم هي داخلة تحت القاعدة التي ذكرت، وهي قاعدة: اليقين لا يزول بالشك، وقاعدة: الأصل بقاء ما كان على ما كان، والمتيقن أنك مقلد للمذهب الشافعي فاستصحب هذا اليقين ولا تلتفت للشكوك الأخرى.
واحذر من التنطع والتكلف والمبالغة فيما لم تكلف به، فعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلك المتنطعون. قالها ثلاثا. رواه مسلم
والله أعلم.