الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في الفتوى رقم: 96811 مذاهب أهل العلم في ترتيب قضاء الفوائت، ومِلنا إلى ترجيح عدم وجوب الترتيب، وذلك الفتوى رقم: 127637.
لكن القول بوجوب الترتيب أحوط، وأبرأ للذمة، بلا شك، ثم إننا ذكرنا لك في الفتوى السابقة التي أشرت إليها: أن العلماء مختلفون بأي صلاة يبدأ الشخص الذي يقضي؛ فبعضهم ذكر أنه يبدأ بالظهر -وهو الأقرب-، وبعضهم ذكر أنه يبدأ بالفجر.
وعلى كلٍّ؛ فإن البدء بالظهر، أو الفجر في قضاء الفوائت محله فيمن كان عليه فوائت، لا يعلم السابقة منها، فعند القضاء يبدأ بالظهر، وهكذا يفعل حين يقضي سائر الأيام؛ لأنها أول صلاة صلاها جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم حين بين له الصلوات الخمس، وقيل: يبدأ بالفجر.
أما من يعلم أن عليه عدة صلوات أولاها صلاة العصر -مثلًا-، فعند القضاء يبدأ بالعصر مراعاة للترتيب.
وسواء بدأت بالظهر، أو بغيره في أول مرة، فإنك تستمرين على الترتيب حتى ينتهي القضاء، فلو فرضنا أنك صليت في يوم من الأيام الظهر والعصر والمغرب فقط، فإنك في اليوم الموالي تبدئين من العشاء ثم الفجر، وهكذا.
والله أعلم.