الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالنظر لوجه المرأة -لغير حاجة أبيح فيها النظر، كنظر الخطبة- حرام، ولو لغير شهوة، كما بينا في الفتوى رقم: 132452، وتوابعها.
وأما كون الزنا دَيْنًا: فقد بينا ما في ذلك في الفتوى رقم: 164967.
وفيها تنبيه مهم على أن من تاب تاب الله عليه، وأن الجزاء لا يكون متحتمًا؛ فقد يعفو الله بعفوه، وكرمه.
وما دون الزنا مما هو من جنسه؛ كالنظر، واللمس، له نفس الحكم؛ فقد يُقضَى في الدنيا، وقد يعفو الله.
حكى إسماعيل حقي في روح البيان: أنه كان رجل سقاء بمدينة بخارى، يحمل الماء إلى دار صائغ مدة ثلاثين سنة، وكان لذلك الصائغ زوجة صالحة في نهاية الحسن، والبهاء، فجاء السقاء على عادته يومًا، وأخذ بيدها، وعصرها، فلما جاء زوجها من السوق، قالت: ما فعلت اليوم خلاف رضى الله تعالى؟ فقال: ما صنعت، فألحت، فقال: جاءت امرأة إلى دكاني، وكان عندي سوار، فوضعته في ساعدها، فأعجبني بياض يدها، فعصرتها، فقالت: الله أكبر! هذه حكمة خيانة السقاء اليوم، فقال الصائغ: أيتها المرأة، إني تبت فاجعليني في حل، فلما كان من الغد جاء السقاء، وتاب، وقال: يا صاحبة المنزل، اجعليني في حل؛ فإن الشيطان قد أضلني، فقالت: امض، فإن الخطأ لم يكن إلا من الشيخ الذي في الدكان؛ فاقتص الله منه في الدنيا.
وانظر الفتوى رقم: 127118.
والله أعلم.