الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالخذف هو رمي الإنسان بحصاة، أو نواة، ونحوهما على هيئة معينة.
جاء في المُعْلم بفوائد مسلم لأبي عبد الله محمد بن علي بن عمر التَّمِيمي، المازري، المالكي: ... قال اللّيث: الَخذْفُ رميك حصاة، أو نواة تأخذها بين سَبَّابَتَيك، أو تجعل محِذَفة من خشَبة ترمي بها بين إبهامك والسَّبَّابة. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري: قوله: يخذف. بخاء معجمة، وآخره فاء، أي يرمي بحصاة، أو نواة بين سبابتيه، أو بين الإبهام والسبابة، أو على ظاهر الوسطى، وباطن الإبهام.
وقال ابن فارس: خذفت الحصاة، رميتها بين أصبعيك، وقيل في حصى الخذف أن يجعل الحصاة بين السبابة من اليمنى، والإبهام من اليسرى، ثم يقذفها بالسبابة من اليمين.
وقال ابن سيده: خذف بالشيء، يخذف، فارسي، وخص بعضهم به الحصى. قال: والمخذفة التي يوضع فيها الحجر، ويرمى بها الطير، ويطلق على المقلاع أيضا. قاله في الصحاح. انتهى.
ومن هذه التعريفات نتبين أن الذي ذكرته، فيه شبه كبير بالخذف، ولكن سواء كان هو الخذف الوارد في الحديث، أو لم يكن، فإنه إن كان فيه أذية، أو ضرر لزملائهم، أو لغيرهم، فإنه لا يجوز؛ لأن الله سبحانه وتعالى حرم أذية المسلم، وإلحاق الضرر به تحريماً غليظاً؛ فقال تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً {الأحزاب:58}.
الله أعلم.