الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك الشفاء والعافية، ثم اعلمي أن هذه الوساوس لا علاج لها إلا الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، فإن كان شعورك بخروج هذه الغازات مجرد شك، فلا تعيريه اهتماما، ولا تبالي به، واستمري في صلاتك جازمة أنها صلاة مقبولة ـ إن شاء الله ـ
وأما ما ضيعته من صلوات: فمادمت قد تبت من ذلك، فإن التوبة تمحو ما قبلها من الإثم، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، ولا حرج عليك في العمل بقول من يرى عدم وجوب قضاء هذه الصلوات، فإن للموسوس أن يترخص بأيسر الأقوال وأخفها عليه رفعا للحرج، وانظري الفتوى رقم: 181305.
وإذا كنت جازمة جزما أكيدا ومتيقنة يقينا تاما تستطيعين أن تحلفي عليه أنه تخرج منك هذه الغازات في حال السجود فإنك تسجدين ولا تومئين بالسجود، وحكمك ـ والحال هذه ـ حكم صاحب السلس، فتتوضئين لكل صلاة بعد دخول وقتها، وتصلين بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل حتى يخرج ذلك الوقت، ولا يضرك ما يخرج منك من الغازات. وانظري الفتوى رقم: 250369.
فالأمر إذا يسير بحمد الله، فإن كان هذا مجرد شك فأعرضي عنه، وإن كان يقينا فحكمك حكم صاحب السلس على ما بينا، فإن شئت قضاء ما فاتك من الصلوات احتياطا لم يصعب عليك ذلك إذا عملت بما أوصيناك به وأرشدناك إليه.
والله أعلم.