الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الرقى نوعان: رقى مشروعة، وهي ما كانت مشتملة على نص من نصوص الوحيين، أو دعاء سالم من الشرك.
ورقى غير مشروعة، وهي: المشتملة على الشرك، أو على ما يجهل معناه.
فالنوع الأول يشرع، ويحمد فعله لنفع الناس، وعلاجهم، ويدل لذلك ما في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم استأذنه رجل في الرقية، فقال له: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه. رواه مسلم.
وقال عوف بن مالك: كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك، فقال: اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك. رواه مسلم.
وأما النوع الثاني فهو محرم؛ لما في الحديث: إن الرقى، والتمائم، والتولة شرك. رواه أبو داود.
قال الشيخ حافظ الحكمي في سلم الوصول، في بيان ما تشرع الرقية به، وما تمنع:
ثم الرقى من حمة أو عين * فإن تكن من خالص الوحيين
فذاك من هدي النبي وشرعته * وذاك لا اختلاف في سنيته
أما الرقى المجهولة المعاني * فذاك وسواس من الشيطان
وفيه قد جاء الحديث أنه * شرك بلا مرية فاحذرنه
إذ كل من يقوله لا يدري * لعله يكون محض الكفر
أو هو من سحر اليهود مقتبس * على العوام لبسوه فالتبس.
اهـ.
والله أعلم.