الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ينبغي للمسلم أن يمنع زوجته من زيارة أقاربها؛ لأن ذلك من قطيعة الرحم المحرمة شرعاً، فقد قرن الله عز وجل قطيعة الرحم بالفساد في الأرض، فقال تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ [محمد:22، 23].
وقد رغب ا لشرع في صلة الأرحام وجعلها قربة يتقرب بها إلى الله تبارك وتعالى، فقال تعالى: وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ [الرعد:21].
وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مَن سره أن يبسط له في رزقه، أو ينسأ له في أثره، فليصل رحمه.
وعلى هذا، فلا ينبغي لك أن تمنع زوجتك من صلة أرحامها وزيارتهم، إلا إذا كانوا أصحاب فساد ومنكرات، وكنت تخاف أن يؤثروا عليها ويغيروا من طبيعتها وسلوكها، وإذا أصر الزوج على منع زوجته من صلة أرحامها، فالواجب عليها طاعته؛ لأن حقه مقدم على حق كل أحد، وقد فرق العلماء بين الوالدين وبين سائر الأرحام في الصلة، كما بينا ذلك وزيادة في الفتاوى التالية: 19419، 8454، 20950، 25926.
والله أعلم.