الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فيُشكر لك برك بأبيك، ومساعدتك لأهلك حين العسرة، وسيخلف الله عليك خيرًا، ويؤتيك من لدنه فضلًا.
وأما عدم رغبتك في شراء المنزل لعدم حاجتك إليه، ومشقة ذلك عليك، فإنه لا يعتبر عقوقًا؛ لأن طاعة الوالدين لا تجب بإطلاق؛ جاء في قواعد الأحكام للعز بن عبد السلام: (ولم أقف في عقوق الوالدين ولا فيما يختصان به من الحقوق على ضابط أعتمد عليه، .... ولا يجب على الولد طاعتهما في كل ما يأمران به، ولا في كل ما ينهيان عنه باتفاق العلماء) انتهى منه بتصرف يسير. وانظر الفتوى رقم: 76303.
والأَولى: أن تستخير الله تعالى في ذلك الأمر، وقد تميل نفسك بعد الاستخارة إلى تلبية رغبة الأب، ويجعل الله لك في ذلك الخير الكثير. ولو أصررت على الترك، فتلطف مع أبيك في الرفض، واعتذر له بما يرضيه بالقول الجميل، والفعل الحسن، وصلته بالمال ما أمكن، ولو لم يكن محتاجًا إليه.
والله أعلم.