الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشيفيك ويعافيك مما تعانين منه، ونهنئك على ما وفقك الله له من المواظبة على الأذكار وصوم النفل.
ولا يمكننا الجزم بشيء حول علاقة السورة بما ذكرتِ، إلا أنه يتعين اليقين بأن القرآن سبب للخير والعافية والبركة؛ فبتلاوته وسؤال الله به يحصل الشفاء وتفريج الكروب -بإذن الله-، ففي حديث الترمذي: من قرأ القرآن فليسأل الله به.
فلذا نوصيك بالمواظبة على قراءة سورة البقرة، وغيرها من القرآن، وعليك بالإقبال على الله تعالى، والالتجاء إليه بالدعاء أوقات الاستجابة؛ فإن الدعاء يرفع البلاء، وينفع مما نزل ومما لم ينزل، كما يدل له دعاء القنوت في السنن، وصحيح ابن حبان، وفيه: وقنا شر ما قضيت.
وفي الحديث: لا يرد القضاء إلا الدعاء. رواه الترمذي.
وفي الحديث: لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء، فيعتلجان إلى يوم القيامة. رواه الحاكم، وحسنه الألباني.
كما ننصحك باستشارة المتخصصين في أمور الرقية الشرعية، وأن ترقي نفسك، أو تسترقي بعض من جرب نفعه من أهل الاستقامة، والبعد عن الدجل والشعوذة؛ فإن الرقية الشرعية تشرع للمصاب وغيره، كما ذكره النووي -رحمه الله-.
وإن أمكنك تحصيل شيء من ماء زمزم، فتقرئي عليه قبل الشرب فاتحة الكتاب، فإن فيهما نفعًا عظيمًا مجربًا، كما ذكر ابن القيم -رحمه الله- في زاد المعاد، فقد قال في كلامه على الفاتحة: ولقد مر بي وقت بمكة سقمت فيه، وفقدت الطبيب والدواء، فكنت أتعالج بها، آخذ شربة من ماء زمزم، وأقرؤها عليها مرارًا، ثم أشربه، فوجدت بذلك البرء التام، ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع، فأنتفع بها غاية الانتفاع.
وعليك بالإكثار من الصدقات على المحتاجين، وتفطير الصائمين؛ لعل دعوات صالحة منهم تفيدك -بإذن الله-، وقد ذكر البيهقي في شعب الإيمان: أن عبد الله بن المبارك -رحمه الله- سأله رجل: يا أبا عبد الرحمن، قرحة خرجت في ركبتي منذ سبع سنين، وقد عالجت بأنواع العلاج، وسألت الأطباء، فلم أنتفع به! فقال: اذهب فانظر موضعًا يحتاج الناس إلى الماء، فاحفر هناك بئرًا، فإني أرجو أن تنبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرئ. قال البيهقي: وفي هذا المعنى حكاية شيخنا الحاكم أبي عبد الله -رحمه الله- فإنه قرح وجهه، وعالجه بأنواع المعالجة، فلم يذهب، وبقي فيه قريبًا من سنة، فسأل الأستاذ الإمام أبا عثمان الصابوني أن يدعو له في مجلسه يوم الجمعة، فدعا له، وأكثر الناس التأمين، فلما كان من الجمعة الأخرى ألقت امرأة رقعة في المجلس بأنها عادت إلى بيتها، واجتهدت في الدعاء للحاكم أبي عبد الله تلك الليلة، فرأت في منامها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كأنه يقول لها: قولوا لأبي عبد الله يوسع الماء على المسلمين، فجئت بالرقعة إلى الحاكم أبي عبد الله، فأمر بسقاية الماء فيها، وطرح الجمد في الماء، وأخذ الناس في الماء، فما مر عليه أسبوع حتى ظهر الشفاء، وزالت تلك القروح، وعاد وجهه إلى أحسن ما كان، وعاش بعد ذلك سنين. اهـ.
واحرصي على تكرار: "حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم" سبع مرات عند المساء والصباح؛ ففي الحديث: من قال حين يصبح وحين يمسي: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات، كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة. رواه ابن السني، وصححه الأرناؤوط.
وواظبي على صلاة أربع ركعات أول النهار؛ ففي الحديث القدسي: يا ابن آدم: صل أربع ركعات أول النهار أكفك آخره. رواه أحمد، وابن حبان، والطبراني، وقال المنذري، والهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح.
وواظبي على الأدعية المأثورة في رفع البلاء؛ فعن عائشة -رضي الله عنها- كما في صحيح مسلم: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو للمريض ويقول: اللهم رب الناس، أذهب الباس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا.
وأخرج البخاري، ومسلم، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو عند الكرب يقول: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم.
وقد قدمنا بعض الوسائل المعينة على السلامة من شر الشياطين في الفتوى رقم: 33860، فراجعيها.
ويمكن أن تراجعي قسم الاستشارات الطبية والنفسية بموقعنا؛ لعلهم يفيدونك في الأمر -إن شاء الله-.
والله أعلم.