حكم العمل في مصنع ملابس غير ساترة تصدر إلى أوروبا

17-3-2015 | إسلام ويب

السؤال:
أنا شاب سوري مقيم في تركيا حاليا، وأعمل على آلة المكواة للمساعدة في خياطة الملابس، ولقد علمت في الآونة الأخيرة أن ما ننتجه من ملابس يصدر لأوروبا وهو يحمل اسم ماركة أجنبية مشهورة، وأغلب ملابسها عارية ونحن ما ننتجه من هذه الملابس منه ما هو عار ومنه ما هو للأطفال.
فهل كون الملابس ستصدر لأوروبا يكون هذا كافيا ليغلب على ظني أنها ستستخدم فيما لا يرضي الله؟ وهل عملي حلال أم حرام؟ وإن كان حراما ما حكم المال الذي اكتسبته منه؟
وإن توجب علي ترك العمل لأنه حرام فهل أبحث عن غيره ثم أتركه؟ أم أتركه أولا ثم أبحث عن غيره؟ علما أني أنفق على أهلي وأنا بحاجة للمال.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فكما هو معلوم فإن غالب سكان أوروبا من غير المسلمين، ويغلب على نسائهم العري والتبرج، ومن ثم فتلك الملابس العارية المصدرة إليهم مما يغلب على الظن استعمالها على وجه محرم، والكفار مخاطبون بفروع الشريعة على الراجح، وانظر الفتوى رقم: 133956، ومن ثم فيحرم كل عمل فيه إعانة على صنع تلك الملابس وخياطتها، وما يتبعه من كي لها ونحوه؛ لكونه تعاونا على الإثم والعدوان، وانظر هاتين الفتويين: 37433، 176273.
وإن أمكنك الاقتصار في عملك على كي ملابس الأطفال ونحوها مما لا حرج فيه، فيجوز لك البقاء في العمل المذكور، وإن لم يمكنك فالراجح وجوب ترك ذلك العمل على الفور، إلا إن كنت مضطرا إليه، فيجوز لك البقاء فيه حتى تجد عملا مباحا غيره فتتركه، مع وجوب السعي الجاد في ذلك.

وأما بخصوص المال المكتسب من وراء عملك هذا، فلا حرج فيه على الراجح إن شاء الله؛ لأن عملك ليس محرما في ذاته، وإنما يحرم من حيث كونه فيه إعانة على أمر محرم، وراجع الفتويين التالية أرقامهما: 52995، 226033.
والله أعلم.

www.islamweb.net