الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإذا كنت تعتقدين علم الله وحكمته، وأنه لا يصدر شيء منه عبثًا، وأنه عادل لا يظلم أحدًا، وتعملين على مدافعة هذه الأفكار التي أشرت إليها في سؤالك، فإنها لا تضرك، فلا يعدو أمرها أن تكون من كيد الشيطان ووسوسته، بعد يأسه من إضلال العبد، فلا تلتفتي إلى هذه الوساوس، بل أعرضي عنها تمام الإعراض، واصرفي همتك إلى ما ينفعك من أمر معاشك ومعادك، وراجعي الفتوى رقم: 12436.
وإذا رضي المرء وسلم فلا بأس بعد ذلك أن يبحث عن الحكمة، فإن وجدها اطمأن قلبه، وازداد إيمانًا على إيمانه، وإلا فهو على إيمانه. قال تعالى: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي... الآية{البقرة:260}.
ولا شك في أن اغتصاب النساء ظلم قد وقع عليهن، وفي هذا ابتلاء من الله تعالى للظالم وللمظلوم؛ لأن الحياة دار ابتلاء وامتحان، قال الله سبحانه: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {الأنبياء:35}، وإذا صبر المظلوم على هذا الابتلاء فعاقبة ذلك خير في الدنيا والآخرة، وراجعي في فضل الصبر الفتوى رقم: 18103، وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 51946، والفتوى رقم: 101007. وإذا لم يتب الظالم توبة نصوحًا كان ذلك وبالًا عليه في الدنيا والآخرة، وانظري الفتوى رقم: 94603.
وولد المغتصبة حكمه حكم ولد الزنا؛ ينسب إلى أمه، ولا ينسب إلى الزاني، فلا فرق بين في هذا بين أن تكون المرأة مكرهة أو مطاوعة، وراجعي الفتوى رقم: 7501.
والله أعلم.