الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فعلاج الوساوس هو الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، فعليك كلما عرضت لك هذه الوساوس أن تتجاهليها، ولا تبالي بها حتى يذهبها الله تعالى عنك، وما وقع منك من نذر أو حلف تحت تأثير الوسوسة، فلا يلزمك به شيء، وكذا لا يلزمك شيء إذا حنثت ناسية أو تحت تأثير الوسوسة؛ لأنك -والحال هذه- في معنى المكره، وانظري الفتوى رقم: 164941.
ثم إن النذر لا ينعقد إلا بلفظ مشعر بالالتزام، فلو قلت: "سأصوم إن فعلت كذا" لم يكن هذا نذرًا، وإذا نويت قراءة سورة معينة في صلاتك، ثم لم تفعلي ذلك، فلا حرج عليك، وصلاتك صحيحة ما دمت قد أتيت بشروط الصلاة وأركانها. والخلاصة: أن عليك مدافعة هذه الوساوس؛ فلا تحلفي، ولا تنذري، بل جاهدي نفسك على طرح هذا الوسواس والإعراض عنه، وإذا وقع منك شيء من ذلك مضطرة بسبب الوسوسة، فلا يضرك، ولا يلزمك به شيء.
وأما الوساوس في الطهارة والصلاة: فدافعيها كذلك، ولا تلتفتي إليها؛ فإن الاسترسال مع هذه الوساوس يفضي إلى شر عظيم، وانظري الفتوى رقم: 51601.
نسأل الله لك الشفاء والعافية.
والله أعلم.