الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشيفيك ويعافيك مما تعاني منه، ثم إن السؤال ليس واضحا وذلك أنه لم يتضح مقر إقامتك ولا ما تريد الهجرة إليه.
ولكنا ننبهك إلى أهمية التعوذ من الوسوسة والإعراض الكلي عن الاسترسال مع الشيطان في شأنها.
ونفيدك ان مجرد الفرار من المسجد لا تحصل به الردة، إلا أنه ينبغي للمسلم أن يجاهد نفسه على ألفة المسجد، والمواظبة على حضور الجماعة ومجالس العلم فيه وما تيسر من العبادات، ففي سنن ابن ماجه وغيره عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما توطن رجل مسلم المساجد للصلاة والذكر إلا تبشبش الله له كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم. والحديث صححه الشيخ الألباني.
واعلم ان العادة السرية محرمة، وأن باب التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فجاهد نفسك في الاستقامة على شرع الله بفعل أوامره وترك نواهيه عالما أنه سبحانه يعين من جاهد نفسه فيه ويهديه سبله، كما قال جل اسمه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}، وانظر الفتوى رقم: 7170، لمعرفة سبل التخلص من هذه العادة السيئة والتوبة منها .
وراجع الفتاوى المربوطة بالفتوى رقم: 78127.
وأما في مسألة الاعتكاف والهجرة وقضية مريم والملائكة فنرجو إعادة إرسالها بشكل سؤال مستقل لكل مسألة؛ لأن المقرر عندنا الإجابة عن سؤال واحد من الأسئلة المتعددة، كما هو منبه عليه في صفحة إدخال السؤال.
والله أعلم.