الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن حق الزوجة على زوجها أن يعاشرها بالمعروف، وأن يحسن معاملتها امتثالا لقول الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالنساء خيرا. متفق عليه من رواية أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ فنقل زوجك ما بينك وبينه من أسرار إلى أهله، وشكواه إياك لهم يتنافى مع تلك التوجيهات الشرعية، ولا سيما إن كان نقله مثل هذا الكلام يفسد الود بينك وبين أهله، فهو هنا أشبه بالنمام الذي ينقل الكلام بين الناس ليفسد الود بينهم، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 98686.
ونحسب أن أخذه شيئا من الطعام من أهله شيء عادي في أصله، إلا أن تكرر ذلك على وجه يستفز مشاعر زوجته أمر لا ينبغي، والأولى به إذا اشتهى شيئا من طعام أهله أن يأكل منه على وجه لا يستفزها، فتحري الحكمة في مثل هذه الأحوال أمر مهم، ولا بأس بأن يجلس مع أهله، ولكن ينبغي أن يجعل لزوجه وولده نصيبا من وقته يؤانسهم ويدخل السرور على قلوبهم، وله أسوة حسنة في رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان خير الناس مع زوجاته، ولمزيد التفصيل نرجو مطالعة الفتوى رقم: 55015، والخروج للنزهة ونحوها مع العائلة أمر حسن، ولكن الأولى جعل شيء من المجال في هذا للأسرة الخاصة، فإن هذا مما تحسن به العشرة بين الزوجين وتقوى به المودة، وننبه هنا إلى وجوب الحذر من التساهل في أمر الاختلاط في الجلسات العائلية والتعامل مع غير المحارم ـ ومنهم زوجة الخال ـ على وجه يخالف الضوابط الشرعية، وانظري الفتوى رقم: 98295.
وفي الختام نوصيك بالصبر على زوجك والتفاهم معه ومناصحته في ضوء ما ذكرنا، واحرصي على الأسلوب الطيب حذرا من أن يستغل الشيطان مثل هذه الخلافات ويطور الأمر إلى الشقاق ثم الفراق.
والله أعلم.