الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالاشتراك في نظام الشركة وفق ما ذكر في السؤال غير جائز؛ لما اشتملت عليه تلك الطريقة من الغرر والجهالة، وهي أشبه ما تكون بالقمار، فشراء حزم الإعلانات ولو دون ترقية لا يجوز؛ لأن المشترك يبذل ماله مقابل ما قد يعطاه من نقاط، وما يرجوه من مكاسب قد تتحقق فيغنم، وقد لا تتحقق فيغرم! هذا مع ما قد يشتمل عليه نظام التصفح من غش وخداع لأصحاب الإعلانات؛ إذ المتبادر كون غرضهم اطلاع الجماهير على عروضهم، بينما الواقع أن تلك الشركات تؤجر من يتصفحون تلك الإعلانات بفتحها وإغلاقها فقط، ولا غرض لهم في الاطلاع عليها سوى كسب ما يعطونه مقابل ذلك، وهم نفس الأشخاص في كل الإعلانات، ويتم إيهام الشركة صاحبة الإعلان أنه قد اطلع عليه كثير من الناس بذكر أرقام كبيرة، وحقيقة الأمر أنه اطلع عليه عدد محدود فقط، إن كان قد اطلع عليه فعلًا! وهذا غش وخداع لا يجوز فعله، ولا إعانة فاعله عليه، هذا مع ما قد تتضمنه الإعلانات ذاتها من محاذير شرعية، وإمكانية تبديل الإعلان بعد الاطلاع على ما يتضمنه من محاذير لا يبيح الاطلاع عليه ابتداء.
وبالتالي؛ فلا يجوز الاشتراك في نظام تلك الشركة، ولا جلب الزبناء إليه، ولا الترويج له، والربح المكتسب من وراء ذلك حرام، لكن ما اكتسبته منه قبل العلم بحرمته فلا حرج عليك في الانتفاع به، كما بيّنّا بالفتوى رقم: 277894، وعليك الكف عنه فيما يستقبل.
والله أعلم.