الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت الفتاة بعدم إخبار الخاطب بما وقعت فيه من المعصية، وليس في سترها على نفسها خداع لخاطبها، بل الستر واجب عليها؛ قال ابن عبد البر -رحمه الله-: "الستر واجب على المسلم في خاصة نفسه إذا أتى فاحشة" التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (5/ 337).
وجاء في غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب: " ...... بَلْ يَلْزَمُهُ السَّتْرُ عَلَى نَفْسِهِ وَإِلَّا كَانَ مُجَاهِرًا".
ولا يلزمها أن تفارق الخاطب للسبب المذكور، بل يكره لها فسخ الخطبة لغير مسوّغ، وانظر الفتوى رقم: 33413.
والواجب عليك قطع علاقتك بتلك الفتاة، والستر عليها وعلى نفسك، وننصحك أن تبادر بالزواج من امرأة صالحة، ولا تظن أنّك بذلك تخدع من تتزوجها، فالتوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
والله أعلم.