الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا نسأل الله لنا ولكم العافية ونعتذر عن تشخيص حالتكم، لأنه ليس بإمكاننا معرفة ذلك، لعدم وجود متخصصين في هذا المجال عندنا، ولكن الرقية الشرعية يجوز أن تعمل للشخص ـ سواء كان مصابا أم لا ـ ويجوز استرقاء من جرب نفعه ممن عرفوا باتباع السنة وصلاح المعتقد والبعد عن الشعوذة والدجل، وأما من يستعين بالجن فينبغي البعد عنه، لأن الجن أهل كذب وخداع، فقد يدعي بعضهم الإسلام ولا يكون كذلك، وقد يكون مسلما ولكنه فاسق، فلا يؤمن أن يكون هناك بعض الشعوذة والأعمال الشركية، ولهذا ننصح بعدم طاعة أم الزوج في الذهاب لهذا الرجل، ولا تخافي منه ولا من الجني، وعليك بالمواظبة على التحصينات الربانية والتعوذات والأذكار المأثورة، فإنها تحصن المسلم ـ بإذن الله ـ من شر كل ذي شر، ومن الآيات والسور المهمة في هذا الشأن سورة البقرة والإخلاص والمعوذتين وآية الكرسي، وأواخر سورة البقرة، وخاتمة التوبة، ففي الحديث: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثا تكفيك من كل شيء. رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني.
وفي الحديث الشريف: لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. رواه مسلم.
وفي صحيح البخاري في قصة أبي هريرة عندما وكل بحفظ الطعام ـ صدقة رمضان ـ وفيه: فقال ـ أي الشيطان ـ إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال معك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، قال النبي صلى الله عليه وسلم: صدق وهو كذوب، ذاك شيطان.
وفي الحديث عن أبي موسى الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه. رواه البخاري ومسلم.
وفي الترمذي عن النعمان بن بشير عن النبي قال: إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، فلا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان.
وفي الحديث: من قال حين يصبح وحين يمسي: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة. رواه ابن السني، وصححه الأرناؤوط.
وأما عن أثر االسكن ببلاد الكفر: فإن انتشار الغفلة والمعاصي عموما سبب في قوة الشياطين على العباد، ولكن التحصن بالتعوذ والرقية الشرعية عصمة للمسلم وحفظ له ـ بإذن الله من شر كل ذي شر ـ وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 80694، 13449، 4310، 211573، 2007، 23168، 1818.
والله أعلم.