الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن المعلوم أن الشرع قد أرشد إلى أن تتحرى النساء والأولياء ذوي الدين والخلق من الخُطَّاب، ففي حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه... الحديث. رواه الترمذي وابن ماجة. فصاحب الدين والخلق أرجى لأن يعرف للزوجة حقها ويحسن عشرتها، جاء في حاشية السندي على سنن ابن ماجة: قوله: خطب إليكم بنتكم "من ترضون خلقه"... وذلك لأنه مدار حسن المعاش كما أن الدين مدار أداء الحقوق... اهـ.
والعبرة بأن يكون الخاطب مرضي الدين والخلق في الجملة، فينظر إلى مجموع صفاته وأخلاقه فربما كان مقصرا في بعض الأمور، لكنه في الجملة صاحب دين وخلق، يحافظ على الفرائض ويجتنب الكبائر، إذن فليطلب الأمثل فالأمثل، وأما الفاسق المضيع للفرائض والمرتكب للمحرمات فلا خير في الزواج منه، بل تصبر المرأة حتى يتقدم لها الرجل الصالح.
وما ذكرت عن والدك من تركه الصلاة أمر خطير، ويكفيه من الشر أن بعض الفقهاء قد ذهبوا إلى كفر تارك الصلاة، وراجعي الفتوى رقم: 1145، فنوصيكم بالدعاء له وانتداب بعض الفضلاء لينصحه ويخوفه بالله تعالى، فهذا من أعظم إحسانكم إليه.
والجدير بالتنبيه عليه هنا هو أنه لا ينبغي رفض خطبة الفتاة بسبب دين أبيها، فقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان ـ رضي الله عنهما ـ وكان أبوها يومئذ على الشرك لم يسلم بعد، وهكذا فعل كثير من الصحابة.
والله أعلم.