الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فغيرة الزوج على زوجته من الأمور الحسنة، وهي علامة حب لها، ولكن ينبغي الاعتدال فيها؛ لئلا يقع الزوج في حرج، ويوقع زوجته في حرج؛ قال الشيخ/ ابن عثيمين وهو يتحدث عن غيرة المرأة على زوجها: من طبيعة المرأة أن تغار على زوجها، وهذا دليل على محبتها له، ولكني أقول: الغيرة إذا زادت صارت غبرة وليست غيرة، ثم تتعب المرأة تعبًا شديدًا، لذلك أشير على هذه المرأة أن تخفف من غيرتها، وأشير على الرجل أيضًا أن يحمد الله على أن هيأ له امرأة صالحة تحبه... اهـ.
وهكذا الحال في غيرة الزوج على زوجته، فنرجو أن يخفف زوجك من غيرته، ويهون الأمر على نفسه، خاصة وأنك ذهبت مع محرمك، وهو أخوك ومعه زوجته وأبناؤه، فالأمر لا يستدعي كل هذا الغضب والسب والتحقير والطعن في تربيتك وأخلاقك، فضلًا عن هجره إياك، فهذا يتنافى مع ما جاء به الشرع من الأمر بحسن عشرة الزوجات، قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}. ولو نشزت الزوجة فليس الهجر بأول خطوات العلاج التي أمر الله بها في القرآن، وراجعي فيها الفتوى رقم: 1103.
ولكن في المقابل ينبغي أن تحذري كل ما يمكن أن يثير زوجك، فقد عرفت فالزمي، واعملي على كل ما يمكن أن يكون سببًا في توفر الثقة بينكما، واجتنبي مواطن الشبهات؛ فهذا من شأن أهل الإيمان، كما أوضحنا في الفتوى رقم: 55903.
فالذي نوصيك به أولًا: الدعاء؛ فتسألي ربك أن يصلح ما بينك وبين زوجك، والله سبحانه أمر بالدعاء ووعد بالإجابة، فقال: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}. ثم التفاهم مع زوجك والاتفاق معه على تحكيم الشرع في كل نزاع بينكما، وإن استدعى الأمر أن تستعيني ببعض العقلاء ليصلحوا ما بينك وبينه فافعلي.
والله أعلم.