الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرًا على حرصك على صلاح أهلك واستقامتهم على طاعة الله، فذلك من دلائل الصدق، ومن الإحسان إليهم، لكن اعلم أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحتاج إلى علم وحكمة، ونصيحة الوالدين ليست كنصيحة غيرهم، وإنما تكون بالرفق والأدب، ولا يكون فيه إغلاظ أو تعنيف. وانظر الفتوى رقم: 134356.
وننبهك إلى أنّه لا يجب على المرأة التزام نوع معين من اللباس عند خروجها من البيت، ولكن يجب عليها ستر بدنها بأي نوع من اللباس إذا اجتمعت فيه الشروط المبينة في الفتوى رقم: 6745.
وعمل المرأة خارج بيتها جائز إذا كان العمل مباحًا، ولم يشتمل على ما يخالف الشرع أو يعرضها لفتنة، وانظر ضوابط عمل المرأة في الفتويين: 522، 3859.
فإن كان أهلك واقعين في بعض المنكرات فانصحهم برفق وحكمة، واصبر ولا تتعجل، واجتهد في برّ والديك والإحسان إليهما، وأكثر من الدعاء لهما، واعلم أن برّك والديك وإحسانك إلى إخوتك أبلغ في الأثر من كثير من الوعظ والمجادلة، واعلم أنه ينبغي على المؤمن أن يتسع قلبه رحمة ورأفة للعصاة، ويرجو لهم الهداية، ولا ينافي ذلك إنكاره للمنكر وبغضه للمعصية، فإنه لا يكره العاصي لذاته، وإنما يكرهه لما تلبس به من المعصية؛ قال ابن القيم في مشاهد الناس في المعاصي: "... أن يقيم معاذير الخلائق، وتتسع رحمته لهم، مع إقامة أمر الله فيهم، فيقيم أمر الله فيهم رحمة لهم، لا قسوة وفظاظة عليهم" (طريق الهجرتين 1/154).
والله أعلم.