الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد جاءت الأحاديث الصحيحة ناهية المرأة عن السفر بغير محرم إلا لضرورة، وليست الدراسة بضرورة تبيح السفر بغير محرم، وراجعي الفتوى رقم: 6219. فإن كانت بك حاجة لهذه الدراسة فاجتهدي في البحث عن محرم يرافقك، ولا تعتبر المرأة محرمًا؛ فلا يصلح سفرك برفقة أمك، كما سبق وأن أوضحنا في الفتوى رقم: 64003. وإن وجدت محرمًا يرافقك في السفر فلا بأس بإقامتك هناك من غير محرم، فإنه يشترط في السفر دون الإقامة، بشرط أن تكوني في مكان تأمنين فيه على نفسك.
وننبه إلى أن الزواج يمكن أن يكون حلًّا في مثل هذه الأحوال، فإن لم تكوني ذات زوج فابحثي عن رجل صالح تتزوجين منه، ويرافقك في سفرك لإكمال دراستك، ولا يخفى أن في هذا عونًا للمرأة على العفاف، ولا سيما في مثل تلك البلاد التي تكثر فيها أسباب الفتنة، ومن أجل هذا شدد أهل العلم في سفر المسلم للدراسة في بلاد الكفر، وجعلوا لذلك قيودًا ثقيلة، ذكرنا طرفًا منها في الفتوى رقم: 216610.
والله أعلم.