الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتفكر فى الأمور المتعلقة بدين الإسلام أثناء الصلاة لا إثم فيه, ولا تبطل الصلاة به, ولا يترتب عليه سجود سهو, ومن أهل العلم من قال بكراهة التفكر أثناء الصلاة, ولو بأمر يتعلق بالآخرة, جاء فى تحفة المحتاج لابن حجر الهيتمي: (و) يسن (دخول الصلاة بنشاط)؛ لأنه تعالى ذم تاركيه بقوله عز قائلا: {وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى} [النساء: 142] والكسل الفتور والتواني (وفراغ قلب) عن الشواغل؛ لأنه أعون على الخشوع وفي الخبر «ليس للمؤمن من صلاته إلا ما عقل» وبه يتأيد قول من قال إن حديث النفس أي الاختياري أو الاسترسال مع الاضطراري منه يبطل الثواب، وقول القاضي يكره أن يتفكر في أمر دنيوي أو مسألة فقهية ولا ينافيه أن عمر ـ رضي الله عنه ـ كان يجهز الجيش في صلاته؛ لأنه مذهب له أو اضطره الأمر إلى ذلك، على أن ابن الرفعة اختار أن التفكر في أمور الآخرة لا بأس به، إلا أن يريد بلا بأس عدم الحرمة فيوافق ما مر أولا. انتهى
وراجع المزيد من كلام أهل العلم فى هذه المسألة, وذلك فى الفتوى رقم: 70133.
والله أعلم.