الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن العلاقة المشروعة بين الرجل والمرأة الأجنبية لا تكون إلا بالزواج، وما عدا ذلك مما يعرف بعلاقات الحب ونحوها فهي غير جائزة، وإذا تعلقّ قلب رجل بامرأة أجنبية، فدواء هذا التعلق هو الزواج، فعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم نر للمتحابين مثل النكاح. (رواه ابن ماجه)
فإن لم يتيسر لهما الزواج فعليهما أن ينصرفا عن هذا التعلق، ويسعى كل منهما ليعف نفسه بالزواج، ويشغل وقته بما ينفعه في دينه ودنياه.
فإن كنت تقدر على الزواج من تلك المرأة فبادر بزواجها، وإلا فانصرف عنها، واشغل نفسك بما ينفعك حتى تقدر على الزواج.
والواجب عليك غض البصر عن هذه المرأة وغيرها من الأجنبيات، وإذا وقعت عينك على أجنبية فلتصرف بصرك، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ لِعَلِىٍّ: يَا عَلِىُّ لاَ تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ. وعَنْ جَرِيرٍ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ عَنْ نَظْرَةِ الْفَجْأَةِ فَقَالَ: اصْرِفْ بَصَرَكَ. رواهما أبو داود.
ولا يجوز لك إطلاق البصر إلى النساء ولو بنية الزواج، وإنما يجوز النظر إلى المخطوبة لمن عزم على الخطبة وظنّ الإجابة، وراجع الفتوى رقم: 64257.
والله أعلم.