الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن حيث الأصل: لا حرج في العمل مع الشركة الجديدة، طالما أنكم لن تفشوا أسرار الشركة الأولى، وكان عملكم خارج وقت دوامها، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 159363، 147683.
لكن بخصوص اشتراط شركة الرياض عليكم عدم العمل لدى منافس لمدة عام بعد ترك العمل، فهو شرط صحيح يجب الوفاء به، كما سبق في الفتوى رقم: 236785.
وعلى ذلك، فلا يجوز لكم العمل مع الشركة الجديدة إلا إن تركتم العمل مع الشركة الأولى ومر عام على ذلك، ومجرد تأخر الشركة الأولى في تسليم رواتبكم لا يبيح لكم الإخلال بشرطها المذكور، كغيره من شروط التعاقد، وإنما يبيح لكم الفسخ، لما فيه من ضرر عليكم، وفي الحديث: لا ضرر ولا ضرار. وجاء في تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق: وتنفسخ بالعذر، وهو عجز العاقد عن المضي في موجبه، أي موجب العقد إلا بتحمل ضرر زائد لم يستحق به، أي بالعقد، وفي حاشية ابن عابدين نقلا عن البيري: أن كل عذر لا يمكن معه استيفاء المعقود عليه إلا بضرر يلحقه في نفسه أو ماله يثبت له حق الفسخ. اهـ
والله أعلم.