الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما اطلعنا عليه من ذلك إنما هو في كتاب الفتن لنعيم بن حماد، وما روي فيه إنما هو آثار موقوفة ومقطوعة، ومع ذلك فأسانيدها تحتاج إلى دراسة للحكم بصحة نسبتها إلى من رويت عنه، وفي بعضها أسباب ظاهرة الضعف، ولم نطلع على كلام لأحد من المعتبرين في الحكم عليها، إلا السفياني، ففيه حديث مرفوع سبق ذكره في الفتوى رقم: 107297، رواه الحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين ـ ولم يتعقبه الذهبي، وتعقبه الألباني في الضعيفة، وقال: حديث منكر.
وروي في السفياني أحاديث أخرى، سبق ذكر بعضها في الفتوى رقم: 31172.
وحديث حذيفة المذكور فيها قال عنه الألباني في السلسلة الضعيفة: موضوع ـ وقال عن حديث ابن مسعود: ضعيف جدا.
وأثر عليٍّ الذي وهَّاه الذهبي، ضعفه ابن حجر في إتحاف المهرة، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 61427.
ومما رواه نعيم بن حماد في الفتن عن الأبقع والأصهب والسفياني واليماني من الآثار، ما قاله: حدثنا الحكم بن نافع، عن جراح، عن أرطاة، قال: إذا اجتمع الترك والروم، وخسف بقرية بدمشق، وسقط طائفة من غربي مسجدها، رفع بالشام ثلاث رايات: الأبقع، والأصهب، والسفياني، ويحصر بدمشق رجل فيقتل ومن معه، ويخرج رجلان من بني أبي سفيان، فيكون الظفر للثاني، فإذا أقبلت مادة الأبقع من مصر ظهر السفياني بجيشه عليهم، فيقتل الترك والروم بقرقيسيا حتى تشبع سباع الأرض من لحومهم.
ومنه قوله: حدثنا الوليد، ورشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي رومان، عن علي، قال: إذا اختلفت أصحاب الرايات السود خسف بقرية من قرى أرم، ويسقط جانب مسجدها الغربي، ثم تخرج بالشام ثلاث رايات: الأصهب، والأبقع، والسفياني، فيخرج السفياني من الشام، والأبقع من مصر، فيظهر السفياني عليهم.
ومنه: حدثنا سعيد أبو عثمان، عن جابر، عن أبي جعفر، قال: إذا ظهر الأبقع مع قوم ذوي أجسام، فتكون بينهم ملحمة عظيمة، ثم يظهر الأخوص السفياني الملعون، فيقاتلهما جميعا، فيظهر عليهما جميعا، ثم يسير إليهم منصور اليماني من صنعاء بجنوده، وله فورة شديدة، يستقتل الناس قتل الجاهلية، فيلتقي هو والأخوص، وراياتهم صفر، وثيابهم ملونة فيكون بينهما قتال شديد....
ومنه: حدثنا الوليد ورشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي زرعة، عن عمار بن ياسر، قال: فيتبع عبد الله عبد الله، فتلتقي جنودهما بقرقيسيا على النهر، فيكون قتال عظيم، ويسير صاحب المغرب فيقتل الرجال ويسبي النساء، ثم يرجع في قيس حتى ينزل الجزيرة إلى السفياني، فيتبع اليماني فيقتل قيسا بأريحا، ويحوز السفياني ما جمعوا....
ومن ذلك جملة من الأخبار عن كعب الأحبار وأرطاة بن المنذر في ذكر اليماني، وقال السفاريني في لوامع الأنوار البهية: ومن أقوى علامات خروج المهدي خروج من يتقدمه من الخوارج: السفياني، والأبقع، والأصهب، والأعرج الكندي... اهـ.
ثم ذكر أماكن خروجهم وتفاصيل ذلك، في صفحتين، دون إسناد ولا رواية!.
والله أعلم.