الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما الحديث الأول: فلا يصح، وراجع الفتوى رقم: 103928.
ويوجد حديث بلفظ آخر قريب من هذا الحديث، وهو: "إذا كثرت الفتن فعليكم بأطراف اليمن". وقد قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- كما في أحاديث القصاص: هذا اللفظ لا يعرف، ولكن الذي في السنن: أنه قال لعبد الله بن حوالة لما قال: "إِنَّكُمْ سَتُجَنِّدُونَ أَجْنَادًا؛ جُنْدًا بِالشَّامِ، وَجُنْدًا بِالْيَمَنِ، وَجُنْدًا بِالْعِرَاقِ" فَقَالَ [الْحَوَالِيُّ]: يَا رَسُولَ اللهِ، اخْتَرْ لِي. فقال: "عَلَيْكَ بِالشَّامِ؛ فإِنَّهُ خِيرَةُ اللهِ مِنْ أَرْضِهِ، يَجْتَبِي إِلَيْهَا خِيرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ، فَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ وَلْيُسْقَ مِنْ غُدُرِهِ، فإِنَّ اللهَ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ" رواه أبو داود، وغيره. انتهى.
وأما الحديث الثاني: فلم نقف عليه -بعد البحث- في المصادر التي بين أيدينا.
والله أعلم.