الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد كان ينبغي عليك أن تسأل زوجتك عن عذرها قبل أن تصفها بالإهمال في ترك البنت ترجع إلى البيت بمفردها، فربما كان لها عذر في ذلك ولم تكن مفرطة، لكن في المقابل فقد كان على زوجتك إن كان لها عذر أن تبينه لك ولا تقطع مكالمتك وتمتنع منها، والذي يظهر لنا ـ والله أعلم ـ أنه لا يجوز لها قطع الاتصال والامتناع من مكالمتك، وعليها أن تعتذر عن ذلك، وإن تبين أنها لم تكن مفرطة، فعليك أن تعتذر لها عن رميها بالإهمال، وعلى أية حال، فإن الأمر يسير ولا يستدعي الشقاق والخصام، والأصل في علاقة الزوجين التراحم والتفاهم والتغاضي عن الهفوات، ومن محاسن أخلاق المرأة أن تسعى لإرضاء زوجها ولو كان ظالماً لها، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِنِسَائِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْوَدُودُ، الْوَلُودُ، الْعَؤُودُ عَلَى زَوْجِهَا، الَّتِي إِذَا آذَتْ أَوْ أُوذِيَتْ، جَاءَتْ حَتَّى تَأْخُذَ بَيْدَ زَوْجِهَا، ثُمَّ تَقُولُ وَاللَّهِ لَا أَذُوقُ غُمْضًا حَتَّى تَرْضَى. رواه الطبراني، وحسنّه الألباني.
ومن محاسن الزوج أن يتغاضى عن هفوات امرأته وأن يلاطفها ويحسن عشرتها، ففي الصحيحين عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى، قالت فقلت من أين تعرف ذلك؟ فقال: أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى قلت لا ورب إبراهيم قالت قلت أجل والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك.
والله أعلم.