الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الآية مختلف في تفسيرها، وهذا التفسير المذكور نقله الطبري والقرطبي وابن القيم عن ابن عباس وابن مسعود ـ رضي الله عنهما ـ ونقلوا فيها أقوالا أخرى، وظاهر كلام الدكتور حكمت بشير في كتابه: الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور ـ عدم صحة ذلك عن ابن عباس وابن مسعود ـ رضي الله عنهما، فإنه لم يذكر من التفسيرات التي ذكرها الطبري إلا ما روي عن مجاهد من تفسير الشغل بالنعمة، فقال: أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، قوله: إن أصحاب الجنة اليوم في شغل ـ قال: في نعمة. اهـ.
ثم إن الجنة دار جزاء وتنعم، فلا غرابة في اشتغال أهلها بملذاتهم ونعيمهم، وإنما يعاب الانهماك في اللذات على أهل الدنيا، فإن أهل الجنة جاءت عدة نصوص صريحة بأن لهم أزواجا في الجنة يتمتعون بها في الجنة، كما يتمتعون فيها بكل أنواع النعيم المقيم الأبدي، كما قال سبحانه وتعالى: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {الزخرف: 71}.
والله أعلم.