الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاستعمال البرامج المقرصنة يعتبر اعتداء على حقوق أصحابها؛ لأن هذه البرامج هي حقوق خاصة لهم، وقد أصبح لها في العرف المعاصر قيمة مالية معتبرة لتمول الناس لها، وهذه الحقوق يعتد بها شرعًا، فلا يجوز الاعتداء عليها, كما بينا في الفتوى رقم: 9797.
وبناء عليه: فقرصنة البرامج المحمية التي لا يأذن أصحابها في نسخها لا تجوز، كما أنه لا يجوز استعمالها ولا بيعها من دون إذن ملاك حقوقها.
ومن أهل العلم من أجاز استعمالها للانتفاع الشخصي فقط دون الاستخدام التجاري وما في معناه، إلا أن هذا القول لا ينطبق على حالتك كما هو واضح، وبالتالي فإن استخدامك لتلك البرامج المقرصنة لا يجوز، وعليك أن تتحلل من حقوق أصحابها، وكيفية ذلك مبينة في الفتوى رقم: 282187.
ولا يبرر قرصنةَ البرامج ارتفاعُ ثمنها أو صعوبة الحياة وما شابه من هذا الكلام، فتب إلى الله تعالى مما فعلت ولترد الحقوق إلى أصحابها، وعليك بتقوى الله عز وجل فقد قال في كتابه الكريم: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2 - 3}.
أما ما كسبته من أموال جراء استخدام تلك البرامج فلا حرج عليك في الانتفاع به، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 278080.
والله أعلم.