الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت حين منعت هذا الرجل من التواصل معك قبل أن يتم العقد، ولا شك أن هذا لا يجوز لكونك أجنبية عنه، وراجعي فتوانا رقم: 231139. ومن شروط صحة النكاح حضور شاهدين عدلين مجلس العقد، سواء أحضرهما الولي أو الزوج أو حضرا بأنفسهما، وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 1766، ففيها بيان شروط صحة الزواج.
وإذا تم الزواج مستوفيا هذه الشروط كان زواجا صحيحا، وتوثيق العقد من عدمه لا يؤثر على صحته، والتوثيق أولى لما فيه من حفظ الحقوق.
ويحسن أن ننبهك إلى ضرورة التريث وعدم التعجل إلى الموافقة على الزواج من هذا الشاب وعدم الاكتفاء بمعرفته من خلال هذا الموقع، بل اجتهدي في البحث عن سبيل لسؤال من يعرفه من ثقات الناس، ثم استخيري الله تعالى، فإنه عز وجل أعلم بخبايا النفوس وعواقب الأمور، قال سبحانه: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
والمفتى به عندنا أنه لا يصح إجراء عقد النكاح عبر الهاتف، وبه صدر قرار من مجمع الفقه الإسلامي، وراجعي الفتوى رقم: 96558. ويمكن لوالدك أن يوكل من يعقد لك في بلد الخاطب، أو يوكل الخاطب من يعقد له مع وليك.
والله أعلم.