الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذا الزواج إذا توفرت فيه شروط الزواج الصحيح من وجود ولي المرأة وحضور الشهود، وتسمية الصداق فهو زواج صحيح، لا يؤثر فيه عدم رضا الوالدين بالزوجة فضلاً عن مجرد عدم استشارتهما في ذلك.
لكن مما لا شك فيه أهمية استشارة الوالدين وتطييب خاطرهما بذلك، فإنه أمر مرغب فيه لما لهما من الحق على الولد، ولأنهما حريصان على ما فيه مصلحة الولد، لذا فهو بحاجة إلى الاستفادة من رأيهما.
وإن ترتب على هذا التصرف نوع من السخط وعدم الرضا فإن الواجب السعي في طلب رضاهما ولو بتطليقها إن أصرا عليه، فقد روى أبو داود والترمذي وابن ماجه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كانت تحتي امرأة وكنت أحبها، وكان عمر يكرهها، فقال لي: طلقها، فأبيت، فأتى عمر النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: طلقها.
والله أعلم.