الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الواقع ما ذكرت فما قام به والد زوجك أمر سيئ وسوء ظن، والله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ... الآية {الحجرات:12}، وقال سبحانه: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا {الأحزاب:58}، ومثل هذا النوع من الغيرة لا يحبه الله تعالى، وهي الغيرة في غير ريبة؛ كما بينا في الفتوى رقم: 75940.
ومن المنكر أن يصدق زوجك أباه دون أن يتبين حقيقة ما حدث، فقد قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ {الحجرات:6}، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 111948.
وقد أحسنت حين صبرت على والد زوجك ولم تردي عليه قوله، واحرصي على التفاهم مع زوجك بروية حذرا من أن يستغل الشيطان هذا الموقف فيوقع بينكما العداوة والبغضاء، ويحصل ما لا تحمد عقباه.
وننبه إلى أنه لا يجوز للمرأة السفر دون محرم لغير ضرورة لورود النهي عن ذلك في السنة النبوية الصحيحة، ومن خلال هذا الموقف الذي حدث لك ندرك حكمة الشرع في التشديد في سفر المرأة بلا محرم، وراجعي للمزيد الفتوى رقم: 6219، والأولى بالمسلم أن يجتنب مواطن الشبهات قدر الإمكان، وراجعي الفتوى رقم: 55903.
والله أعلم.