الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذه المقدمات محرمة، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وكذلك مقدمات الفاحشة عند التلذذ بقبلة الأمرد ولمسه والنظر إليه، هو حرام باتفاق المسلمين. اهـ.
ونهنئك بالتوبة مما حصل منك، فإنه يرجى قبول التوبة لمن تاب مخلصا وأقلع عن الذنب، وندم على ما فات، وعقد العزم على عدم العود إليه، فإن الله تعالى يقول: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ.
{ الشورى: 25 }.
وعليك بإكثار الأعمال الصالحة، فإن الله تعالى يقول: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {المائدة: 54 }.
وقال تعالى: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ {هود: 114 }.
وعليك أن تستر نفسك، وتسأل الله أن يحفظك من هتك سرك، وأكثر من الدعاء المأثور: اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي.
وعليك بالاستغفار، فقد قال الله تعالى: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا { النساء: 110 }.
والغفران الذي وعد الله به في هذه الآية وغيرها يفيد الستر، لأن مادة غفر معناها الستر، ومنه المِغفر الذي يستر الرأس، فالغفران ستر الذنب في الدنيا وعدم المؤاخذة به في الآخرة.
وأما عن العقوبة في مثل هذا: فهي التعزير ـ التأديب ـ لأنه مشروع في كل معصية لا حد فيها ولا كفارة، كما نص على ذلك الفقهاء، وانظر الفتوى رقم: 34616
والله أعلم.