الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من أعظم التقرب الى الله تعالى فعل الفرائض وإكثار النوافل، كما في الحديث القدسي الذي أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ: وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه.
وقد ذكر أهل العلم أن النفس البشرية لها إقبال وإدبار، فتارة تكون في سُمُوٍ وإشراق مما يكون العبد معها في لذة وراحة ومحبة وطمأنينة في عبادته، وأحياناً يقل هذا الإشراق ويضعف هذا النشاط الذي يجده العبد من نفسه، وهذه حال البشر قلما ترى شخصاً يعيش على وتيرة واحدة من الخير لا يلابسها شر. فعن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنه ـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكل عمل شِرّة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك. رواه البيهقي في شعب الإيمان
ولذلك، فإذا كان وقت نشاطك وإقبال نفسك فأقبلي بها على الطاعة والنوافل وما تستطيعين من أعمال الخير من دون إفراط ولا تفريط، وإن كان وقت إدبارها وفتورها فلا تحمليها ما لا تستطيع، مع ضرورة المحافظة على الفرائض على كل حال؛ لأن الفرائض هي رأس المال، وما زاد عليها فهو ربح، وانظري الفتوى رقم: 54617، وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.