الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه البرامج إن كانت مستندة إلى تقاويم معروفة، قد قام بوضعها الثقات العالمون بالمواقيت، فلا حرج في الاعتماد عليها، وقد بيّنّا حكم الاعتماد على هذه التقاويم في الفتوى رقم: 126606.
والذي نرى: أن تقويم أم القرى قد شهد له العلماء الأفاضل بأنه تقويم موثوق إلا ما كان من خلافهم في أمر صلاة الفجر، فلو اعتمدت على برنامج مطابق لتقويم أم القرى لم يكن بذلك بأس، وكان لك أن تصلي عند إشعار البرنامج لك بدخول الوقت، إلا أنه ينبغي أن تؤخر صلاة الفجر بضع دقائق عن وقت التقويم خروجًا من خلاف من رأى من العلماء أنه متقدم عن الوقت في صلاة الفجر خاصة، وقد بيّنّا حكم الصلاة حسب تقويم أم القرى في الفتوى رقم: 138714. فإن لم تجد برنامجًا منضبطًا بتقويم من التقاويم المعتمدة فلا حرج من الاستئناس بالبرنامج على أن يكون وقته تقريبيًّا، فينبغي أن تنتظر بعد إشعاره لك بدخول الوقت مدة يحصل لك بها اليقين أو غلبة الظن بدخول الوقت، وقد بيّنّا ما يفعل عند اختلاف التقاويم في الفتوى رقم: 258736. وأما إن كانت هذه البرامج غير معتمدة على أصل معروف ولا مرتبطة بتقويم من التقاويم الموثوقة فلا يصح الاعتماد عليها، وإنما يمكن الاستئناس بها -كما ذكرنا-، ولا تصلّ إلا إذا حصل لك اليقين أو غلبة الظن بدخول الوقت.
والله أعلم.