الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تمكن منك الوسواس وبلغ منك مبلغا عظيما، ولا علاج لهذه الوساوس سوى تجاهلها والإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها بالمرة، فلا تفتش في سراويلك لتنظر هل خرج مني أو لا، ولا تحكم بأنه قد خرج منك مني إلا إذا حصل لك بذلك اليقين الجازم الذي تستطيع أن تحلف عليه، ولا تغتسل لشيء من الأسباب المذكورة، لا لمدافعة الأخبثين ولا للشك في خروج المني ولا لغير ذلك من الأسباب، فلا تغتسل إلا إذا تيقنت يقينا جازما تستطيع أن تحلف عليه أنك أجنبت، ولا تتوضأ للمس أمك أو أختك، ولا تشك في نجاسة شيء من الثياب، بل احكم بطهارتها؛ لأن الأصل فيها هو الطهارة ولا يحكم بنجاسة شيء لمجرد الشك، فلا تغسل من الثياب ما لا تتيقن نجاسته يقينا جازما، وإذا اغتسلت فإنه يكفيك أن تفيض الماء على جسدك حتى تعمه بالغسل، ويكفيك في ذلك غلبة الظن ولا يشترط اليقين، فإذا غلب على ظنك أن الماء قد وصل إلى جميع بدنك فقد طهرت بذلك وارتفع حدثك، فإذا اتبعت هذه الوصايا زالت عنك الوساوس بإذن الله، وانظر لبيان كيفية علاج الوسوسة الفتوى رقم: 51601.
والله أعلم.