الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فكونك تلقى أخاك، ولا تسلم عليه، هو من القطيعة المحرمة؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيصد هذا، ويصد هذا، وخيرهما الذى يبدأ بالسلام. متفق عليه.
فاحذر من ذلك، وبادره بالسلام؛ تفز بالأجر العظيم، وانظر الفتوى رقم: 24125.
وكن خيرهما: الذي يبدأ بالسلام.
فإن سلمت؛ فهذا قاطع للهجر من جهتك، فإن رد عليك، فقد اشتركتما في الأجر، وإلا باء من لم يرد بإثم القطيعة والهجر؛ لما في الحديث: لا يحل لمؤمن أن يهجر مؤمنا فوق ثلاث، فإن مرت به ثلاث، فليلقه، فليسلم عليه، فإن رد عليه السلام، فقد اشتركا في الأجر، وإن لم يرد عليه، فقد باء بالإثم، زاد أحمد: وخرج المُسلِّمُ من الهجرة. رواه أبو داود، وصححه ابن حجر في الفتح، وضعفه الألباني في تحقيقه سنن أبي داود، وقال عنه في الترغيب والترهيب: حسن لغيره.
وإن أساء إليك، فقابل الإساءة بالإحسان، كما قال تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {فصلت: 34-35}
والله أعلم.