الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فصيام داود عليه الصلاة والسلام، عبادة عظيمة, وهو من أفضل الصيام, وإذا أردت هذا الصيام, ثم صادف يوم فطرك يوم خميس, أو اثنين, فمن الأفضل في حقك صيام هذين اليومينِ, كما سبق في الفتوى رقم: 70013.
أما إذا صادف يوم فطرك أول رجب، أو استهلال شهر قمري مثلا, فالأفضل في حقك التقيد بصوم داود؛ إذ ليس هناك فضيلة في صيام أول رجب، أو أوائل الشهور القمرية.
وكذلك إذا صادف يوم فطرك بعض أيام شهر المحرم، أو رجب, أو نحوهما من الأشهر الحرم, فإنك تحرص على صوم داود؛ لأنه أفضل التطوع، كما ذكرنا سابقا.
وإذا صادف يوم صيامك يوما يحرم صومه كيوم عيد الفطر، أو عيد الأضحى، وأيام التشريق "ثلاثة أيام" فيحرم عليك الصيام, كما سبق تفصيله في الفتوى رقم:186109, وراجع المزيد في الفتوى رقم: 289033.
مع التنبيه على أن الذي يحرم صومه، هو يوم عيد الفطر فقط؛ لأنه يوم واحد، وليس ثلاثة أيام، كما أشرت في ثنايا سؤالك، وراجع الفتوى رقم: 162725, ويكفيك أن تنوي صوم الست من شوال, وأنت تصوم صيام داود.
وهذه النوايا التي ذكرتَها، لا يجب استحضارها عند صيامك, فلولم تستحضرها لكان صيامك صحيحا, وإذا أردت استحضارها، فليكن ذلك عند بداية صيام كل يوم, فالأصل أن محل النية هو أول العبادة، بحيث تكون مقارنة لها, ولا بأس أن تتقدم عليها بيسير, وراجع الفتوى رقم: 179533، وما أحيل عليه فيها.
أما استحضار النوايا عند صيام أول يوم لما يستقبل من الصيام, فهذا لا يجزئ, وراجع التفصيل في الفتوى رقم:95892، والفتوى رقم: 120085
والله أعلم.