الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نجد هذا الحديث في كتب الحديث المعتبرة، وإنما نقله بعضهم عن مسند الربيع بن حبيب، وهو كتاب مطعون فيه لا يؤخذ بما انفرد به، وقد قال العلامة الألباني -رحمه الله- فيه: "مسند الربيع بن حبيب" الذي سماه الإباضية بـ "الجامع الصحيح"! وهو مشحون بالأحاديث المنكرة والباطلة، التي تفرد بها هذا "المسند" دون العشرات، بل المئات، بل الألوف من كتب السنة المطبوعة منها، والمخطوطة، والمشهور مؤلفوها بالعدالة، والثقة، والحفظ، بخلاف الربيع هذا! فإنه لا يعرف مطلقًا إلا في بعض كتب الإباضية المتأخرة التي بينها وبين الربيع قرون! ومع ذلك فليس فيها ترجمة عنه وافية، نقلًا عمن كانوا معاصرين له، أو قريبًا من عصره من الحفاظ المشهورين! فهذا عالم الإباضية في القرن الرابع عشر عبد الله بن حميد السالمي (ت1332) لما شرح هذا "المسند" وقدم له مقدمة في سبع صفحات؛ ترجم في بعضها للربيع، وبالغ في الثناء عليه ما شاء له تعصبه لمذهبه؛ دون أن ينقل حرفًا واحدًا في توثيقه، والشهادة له بالحفظ؛ ولو عن أحد الإباضيين المتقدمين! لا شيء من ذلك البتة؛ ولذلك لم يرد له ذكر في شيء من كتب الرجال المعروفة لدينا، ولا لكتابه هذا "المسند" ذكر في شيء من كتب الحديث والتخاريج التي تعزو إلى كتب قديمة لا يزال الكثير منها في عالم المخطوطات، أو عالم الغيب! وكذلك لم يذكر هذا "المسند" في كتب المسانيد التي ذكرها الشيخ الكتاني في "الرسالة المستطرفة" -وهي أكثر من مائة- ... إلى آخر كلامه في السلسلة الضعيفة.
وقد ذكرنا في هذه الفتوى: 45232 أنه لا يجوز تعبير الرؤيا لمن لا علم له بأصول التعبير. وليس على من أقدم على تعبير الرؤيا وهو جاهل بأصولها كفارة معينة، وإنما تلزمه التوبة، وإذا كان جاهلًا بالحكم فلا شيء عليه.
والله أعلم.