الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكر غير واحد أن سبب تسمية العرب رجبًا بالأصم أنه لا يسمع فيه صوت سلاح ولا حركة قتال؛ فقد قال الجوهري -رحمه الله- في الصحاح: وكان أهل الجاهلية يسمون رجبًا شهر الله الاصم. قال الخليل: إنما سمى بذلك لأنه كان لا يسمع فيه صوت مستغيث، ولا حركة قتال، ولا قعقعة سلاح، لأنه من الأشهر الحرم. انتهى. وقال المناوي -رحمه الله- في التيسير بشرح الجامع الصغير: (رجب) ويقال له الأصم؛ لأنهم كانوا يكفون فيه عن القتال، فلا يسمع فيه صوت سلاح. انتهى.
وأما تسمية شهر رجب بالرجم: فقد نقل الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في رسالته (تبيين العجب بما ورد في شهر رجب) عن ابن دحية أن سبب تسميته بذلك أن الشياطين ترجم فيه.
وأما الحديث المسؤول عنه الذي أورده السيوطي -رحمه الله- في الجامع الصغير: فقد قال عنه الألباني -رحمه الله-: (موضوع). كما في ضعيف الجامع الصغير، وسلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وذكر أن في سنده كذابين.
والله أعلم.