الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فزادك الله حرصا على الخير ورغبة فيه، ولعل سبب انقطاعك عن بعض ما كنت تعملينه هو تغير نمط حياتك، واشتغالك بأعباء الزواج ونحو ذلك، فاعلمي ـ بارك الله فيك ـ أن حسن تبعلك لزوجك وقيامك بخدمته وإحسانك معاشرته من أجل العبادات التي تتقربين بها إلى الله تعالى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت. رواه أحمد من حديث عبد الرحمن بن عوف، وابن حبان من حديث أبي هريرة، وصححه الألباني.
ولكن ينبغي مع هذا أن تستكثري مما تقدرين عليه من أنواع العبادة من صلاة وصيام وصدقة وغير ذلك، ومما يعينك على هذا كثرة الفكرة في أسماء الرب تعالى وصفاته، والتفكر كذلك في الموت وما بعده من الأهوال العظام والأمور الجسام، والبعد عن أسباب قسوة القلب من الغفلة والإقبال على الدنيا والتوسع في ملذاتها، وأكثري من ذكر الله، واستعيني به، واجتهدي في دعائه، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه يقلبها كيف يشاء، وجاهدي نفسك على فعل الخير، فبالمجاهدة مع الاستعانة بالله تعودين إلى ما كنت عليه وأفضل، قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.
وإذا خشيت ألا تقومي من الليل لصلاة الوتر، فصلاتك قبل أن تنامي هي الأفضل في حقك، ولا إثم عليك إن فاتتك الصلاة لعذر كالنوم، وتصلين إذا استيقظت، وابحثي عن أسباب رقة القلب من قراءة القرآن بالتدبر وصحبة الصالحين ونحو ذلك، وفقك الله لما فيه رضاه.
والله أعلم.