الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نجد من حكم على هذا الأثر وهذه القصة بالصحة أو غيرها، ولكن القصة مشهورة في الكتب التي تحدثت عن تاريخ المدينة، وأقدمها كتاب (أخبار المدينة) لأبي زيد عمر بن شبة النميري، وقد نقلها عنه شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في رده على الأخنائي مقرا لها.
وممن ذكر هذه القصة أيضا ابن النجار في (الدرة الثمينة في أخبار المدينة)، وابن الضياء في (تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف)، والسمهودي في (وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى).
وعمر المذكور في هذه القصة هو عمر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنه ورحمه، وكان ذلك في خلافة الوليد بن عبد الملك لما كان عمر والي المدينة، وهو أول محراب أنشئ في الإسلام، ووضع في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال ابن النجار في الدرة الثمينة: ومات عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ وليس للمسجد شرافات ولا محراب، فأول من أحدث الشرافات والمحراب عمر بن عبد العزيز. انتهى.
ولا يستفاد من هذه القصة أن المحراب كان موجودا قبل زيادة عمر ـ رحمه الله، وذلك أن الذين نقلوا عن عمر هذه الزيادة هم الذين صرحوا بأنه أول من أنشأ المحراب.
وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتوى: 21927.
والله أعلم.