الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا شيء يحدث في الأرض تلقائيا؛ سواء كان تغييرا أو غيره بدون تقدير الله تعالى، وقد سبق أن بينا معنى هذه الآية في الفتوى رقم: 137259، وذكرنا أن المقصود أَنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ من النعمة والإحسان ورغد العيش، حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ بأن ينتقلوا من الإيمان إلى الكفر، ومن الطاعة إلى المعصية، أو من شكر نعم الله إلى البطر بها فيسلبهم الله عند ذلك إياها، وهذا التغيير لا يحدث تلقائيا كما زعم السائل، وكذلك إذا غير العباد ما بأنفسهم من المعصية، فانتقلوا إلى طاعة الله، غيَّر الله عليهم ما كانوا فيه من الشقاء إلى الخير والسرور والغبطة والرحمة، وهذا لا يحدث تلقائيا بل بتقدير الله تعالى، وبذل الأسباب المقدرة أيضا.
والله تعالى أعلم.