الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن ترك الصلاة تكاسلًا مع الإقرار بوجوبها من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، بل إن طائفة من العلماء عدوا ذلك كفراً يخرج صاحبه من الملة، وقد سبق ذلك في الفتوى: 512، إلا أن من تاب توبة نصوحاً تاب الله عليه وقبله وأبدل سيئاته حسنات كما قال الله تعالى:إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيما [الفرقان:70]، والتائب حبيب الرحمن كما قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِين [البقرة:222].
وإذا تقرر ذلك فنقول للأخ السائل: لا تقنط من رحمة الله ولو بلغت ذنوبك عنان السماء إذا ما أقبلت على الله تائباً وجلاً، فإنك تقبل على رب رحيم وسعت رحمته كل شيء أفلا تسعك؟
وبالنسبة للصلاة في المسجد الحرام فإن فضلها عظيم وأجرها جزيل، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلا ة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه. رواه أحمد، وهي لا شك من الحسنات الماحية للسيئات، إلا أن ذلك لا يعفيك من قضاء الصلوات التي تركتها عمداً، وقال بعض أهل العلم إنه لا يجب على من ترك الصلاة متعمداً قضاء، لأن جرمه أعظم من أن يقضي، ولكن يكثر من النوافل والطاعات عسى أن تجبر ما تركه من فرائض، وانظر تفصيل ذلك في الفتوى: 5259.
والله أعلم.